الرجال يفضلون الزواج من النساء الخضوعات وضعيفات الشخصية والنفوذ بدلا من قويات الشخصية وذوات مراكز اجتماعية ووظيفية مهمة، لأنهم يعتقدون أن المرأة القوية ستخونهم عاجلا أم آجلا، كما أظهر مسح حديث نشرت نتائجه أمس.
فإذا وضع رجل أمام خيار الزواج من رئيسته في العمل أو من سكرتيرته فإنه سيختار الثانية، حسب البحث الذي نشرته مطبوعة «ايفولوشن آند هومان بيهافيور»، (التطور والسلوك الإنساني)، البريطانية أول من أمس ونقلته صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية أمس.
ووجد علماء النفس، الذين أجروا البحث المذكور على عينة من 328 متطوعا، أن الرجال عادة ينجذبون لنساء من مستواهم أو من مستوى أقل منهم بدلا من نساء في مستوى أو مركز أعلى منهم.
ويعتقد علماء النفس أن الرجال برمجوا جينيا، على مدى العصور التي استغرقها التطور الإنساني، لكي يتجنبوا الاقتران بالنساء القويات في الشخصية والمركز الوظيفي أو الاجتماعي ليكن أمهات لأبنائهم، لأنهم يعتقدون أن هناك احتمالا كبيرا لأن تجتذب مثل هذه النساء الرجال الآخرين، وبالتالي يعاشرنهم وينجبن منهم، ويضطر الزوج، مدركا أو جاهلا، لتنشئة أطفال هم من غير صلبه.
وقالت ستيفاني براون، رئيسة فريق البحث والأستاذة في معهد الأبحاث الاجتماعية التابع لجامعة متشيغان بالولايات المتحدة، «النساء القويات هن في موقف ضعيف في سوق الزواج، لأن الرجال عادة يفضلون الزواج من امرأة أقل نفوذا وسلطة، فالرجال الذين خضعوا للبحث أظهروا بوضوح رغبة قوية في الانجذاب نحو الهدف المقصود حينما يكون هذا الهدف نساء خضوعات. والتفسير العلمي لذلك هو أن الرجال خضعوا لضغوطات تطورية (عبر التاريخ الإنساني) لكي يتخذوا خطوات للتقليل من مخاطر تنشئة أطفال هم ليسوا أساسا من صلبهم».
والضغوط التطورية هذه التي استغرقت ملايين السنين، خلقت نوعا من البرمجة الجينية عند الرجال تحولت إلى جزء ثابت من غريزتهم الجنسية.
وتشكلت عينة البحث من 120 ذكرا و208 من الاناث، عرضت عليهم صور للجنس الآخر، وأعطيت لهم سيناريوهات تصورية بأن أصحاب تلك الصور هم رؤساؤهم، أو زملاء لهم في نفس مستواهم، أو أشخاص خضوعون أقل مرتبة منهم في الشخصية والنفوذ. ثم طلب منهم تقدير نسبة الرغبة عندهم في مرافقة صاحب أو صاحبة الصورة إلى حفلة، أو ممارسة تمارين رياضية معا، أو ممارسة الحب، أو الزواج، فكانت النتيجة واضحة تماما، أن الرجال تجنبوا خيار الزواج من النساء القويات، وفضلوا الاقتران بمن هن خضوعات وأقل مستوى منهم في المراكز.
لكن بالرغم من نتائج البحث، فإن الانجذاب نحو المرأة القوية لم يكن معدوما في كل المجالات، فقد ظهر من البحث انها ما تزال تجذب الرجال للعلاقة الجنسية، لا للزواج، حسب غلادينا ماكماهون، وهي مستشارة علاقات بين الجنسين ومؤلفة، والتي قالت «أعتقد أن انجذاب الرجال نحو المرأة القوية المستقلة في ازدياد بينما تنحسر القواعد التقليدية تدريجيا».